انفلونزا الخنازير - 25 سبتمبر 2009

صحيفة عكاظ

انفلونزا الخنازير - 25 سبتمبر 2009

2021-11-10    556

تمر الكرة الأرضية في الآونة الأخيرة بظروف وظواهر وبائية وبيئية خطرة قد تهدد أمن واستقرار الكرة الأرضية والتي منها على وجه الخصوص ما يعرف بانفلونزا الخنازير «swine flu» وهو نوع جديد متطور من أنواع الانفلونزا العادية التي تصيب الإنسان.. ويعتبر هذا الوباء أحد أمراض الجهاز التنفسي التي تسببها فيروسات تؤدي إلى تفشي الانفلونزا في الخنازير بصورة دورية في كثير من الدول منها الأمريكتان والمكسيك وكندا وأوروبا وأجزاء من شرق آسيا.
وتبقى هذه الفيروسات منتشرة ضمن الخنازير على مدار السنة غير أن معظم حالات الانتشار الوبائية تحدث في أواخر الخريف والشتاء كما هو الوضع عند الإنسان.

وكما قلنا سابقا فإن هذا المرض يعتبر نوعا متطورا من الانفلونزا العادية وهو سهل الانتشار نتيجة للمس سطح ملوث باليد ومن ثم مسح الأنف أو الفم أو من خلال السعال والعطس عند الفرد المصاب بالمرض.. ويعتبر انتقال الفيروس من الخنازير إلى البشر نادرا نسبيا وليس مرتبطا بأكل لحوم الخنازير أو غيره، إلا أن فرصة انتقال المرض إلى الإنسان قد زادت في الوقت الراهن بسبب التحورات الجينية التي حدثت على فيروس انفلونزا الخنازير.. وفيروس انفلونزا الخنازير لا يسبب بالضرورة نفس أعراض الانفلونزا العادية للإنسان، ولذلك تتم معرفة الفرد المصاب بعمل تحليل مركز للدم عند المريض.. ولقد تم اكتشاف أول إصابة بانفلونزا الخنازير بين البشر في عام 1918م وأمكن التعرف على أول فيروس تسبب في الانفلونزا لدى الخنازير في عام1930م، ويعتبر الفيروس المسمى (H1N1) هو الفيروس الوحيد المعروف المسبب لانفلونزا الخنازير، وتسبب هذا الفيروس منذ اكتشافه في قتل الملايين من الأفراد على مستوى العالم وأكثر من 2.200 منذ الإعلان عنه حديثا وذلك من أكثر من 177 بلدا في العالم.. وبعد مرور أكثر من 60 سنة من اكتشاف فيروس (H1N1) تم التعرف على بقية الأنواع مثل (H1N2) و (H3N1) و (H3N2)، وهذه الأنواع تعد أحد الأسباب الرئيسية للانفلونزا لدى الخنازير في أمريكا الشمالية والمكسيك. ولقد تصاعدت المخاوف الدولية بعد الانتشار المستمر لفيروس انفلونزا الخنازير في الكثير من الدول الأمر الذي يجعله قد يتحول إلى وباء عالمي، وهذا ما حدا بمنظمة الصحة العالمية للتحذير من ذلك.. وفي العادة تظهر على الفرد المصاب عدة أعراض منها:
الحمى الشديدة التي تدوم أكثر من ثلاثة أيام وإفراز بلغم دموي أو ملون مع احتقان شديد في الحلق وآلام في الصدر وتدهور في الحالة النفسية وانخفاض ضغط الدم.. ومن أخطر الأعراض لدى الأطفال تكون عادة في زيادة التنفس أو الصعوبة فيه الأمر الذي قد يؤدي إلى قلة التركيز والانتباه، وكذلك صعوبة في الاستيقاظ وانعدام الرغبة في اللعب وقلة الشهية.. ويجب عند ظهور هذه الأعراض واستمرارها دون أي تغير حتى مع استخدام المضادات الحيوية وأدوية الانفلونزا العادية يجب مراجعة الطبيب المختص لعمل التحليلات اللازمة والتأكد من خلو المريض من هذا الوباء. ولكي نقي أنفسنا من خطر هذا المرض يجب توخي الحذر الشديد والحيطة لأن الوقاية كما هو معروف خير من العلاج، ولذلك لا بد من المداومة على غسل اليدين باستمرار بالماء والصابون بعد العطس أو مصافحة الآخرين، وكذلك يجب استخدام الكمامات في الأماكن المزدحمة وذلك لمنع انتقال الفيروس، مع اتباع نصائح الطبيب وأخذ تطعيم الانفلونزا العادية والذي بدوره يزيد من مناعة الجسم عند الإصابة لا سمح الله.
«*» أستاذ الإحصاء الطبي المشارك ــ جامعة الملك عبد العزيز.


مشاركة :